الأصول التاريخية لتصميم الفضاءات الداخلية للمدارس التعليمية في العراق

حسنين صباح داوّد سلمان

الملخص

  إن دراسة الماضي لأهميته وارتباطه بالحاضر ينعكس بمقياس نسبي في ضوء المعطيات والفكر لأسلاف أمه عريقة كبلاد وادي الرافدين حيث ازدهرت ونشأت حضاراتها منذ أقدم العصور, مما تستلهم للحاضر معاني متوارثة قد تكون كيان أو رموز مدركة المعاني في تأسيس رؤية أو نظام أو بناء معماري, فقد تبلور لدى الباحث وصف الماضي لتعزيز رؤية الحاضر ضمن ما يقتضيه تخصص التصميم الداخلي عن الأصول التاريخية للتعليم وتصميم المدارس في بلاد وادي الرافدين, وخصوصيته القومية والبيئية والمضمون المعنوي, والذي يُعد انعكاس مباشر لجملة من الأفكار والقيم الاجتماعية والثقافية التي كانت سائدة آنذاك, وتعد حضارة وادي الرافدين من الحضارات التي تهتم بالحرف وكتابته, وقد صنفت الكتابة المسمارية التي نشأت من السومريون من أقدم الكتابات التي وضعها البشر، والبحث يتضمن في أطاره النظري على مبحثين مع تحليل تصميم المدرسة المستنصرية والمدرسة الشرابية في بغداد, ومن ثم التوصل لمجموعة من الاستنتاجات لخصت البيانات الموضوعية والمنطلقات على نحو واضح من اهمها: أن نتاجات التصميم الداخلي للمدارس الحديثة أتسمت بقيم شكلية مستحدثة وغير مألوفة تبتعد عن التصميم المتوازن بيئياً ضمن حدود معينة في ظاهرها نتيجة عدم الاخذ بتصاميم المدارس القديمة, كما يوصي البحث بعدة توصيات منها: الارتكاز على تصميم المدارس التراثية وإمكانية توظيفها بوصفها أحد الأساليب التصميمّية الناجحة في التعبير الوظيفي والجمالي.