الزي المسرحي بين الادراك الحسي والحكم الجمالي
Abstract
تنطلق مشكلة البحث الحالي من دراسة ماهية العلاقة المتغيرة ما بين الادراك كونه العملية التي تسهم بقسط كبير في تعرف مكونات البيئة المحيطة بنا ومعطياتها وكيفية التكيف معها وبين التذوق الفني والحكم الجمالي اللذين يعتمدان اساساً في نشؤوهما على عملية ادراك المعطيات الحسية للوسيط المادي المتمثل بالعمل الفني فالتذوق الفني والحكم الجمالي يتأثران بالمستوى الادراكي والخبرات المعرفية وتراكمها للافراد, لذلك تظهر أختلافات بين هؤلاء الافراد في عملية التذوق أو الاحكام الجمالية تبعاً للمستوى الادراكي لديهم. بناءً على ذلك فأن مشكلة البحث تكمن في تعرّف تلك الاختلافات التي تسدل بظلالها على عملية التذوق واطلاق الاحكام الجمالية لدى المتلقي الذي يحضر عرضاً مسرحياً ويبدي تأويلاته وتحليلاته لمكونات العرض بشكل عام, والزي بشكل خاص, الذي يرتبط بشخصية الممثل, وتتجلى عملية الادراك في استيعاب القيم الجمالية لشكل الزي وما يحمله من مضامين في بنيته. فضلا عن ان التكوين الجمالي للزي يكتمل مع شخصية الممثل, فيكشف عن عمق مضاف للشخوص المسرحية في الاداء الحسي والجمالي للانماط التمثيلية. وعليه فان للازياء وظيفة ادراكية في العرض المسرحي, اذ تؤدي الى " تحقيق التناسق بين الاشكال المختلفة للادراك والاحساس بعضها ببعض وفي علاقتها بالبيئه" وبالتالي تجعل دور الممثل اكثر فهماً وادراكاً بالنسبة للمتلقي بحسب البيئة الاجتماعية التي ينتمي اليها , اذ يشير (ماهر) الى" أننا كافراد نختلف بيننا في كيفية ادراك وتفسير الاشياء في البيئة التي من حولنا فأننا لا ندركها بنفس الواقعية التي يطرأ عليها من تغير , وانما من خلال الجوانب النفسية لعملية الادراك " أن أدراك الاشياء التي منها تصميم الزي وعناصره , يّولد في النفس حوافز حسية وذوقية فيستدعي أستجابة جمالية تقود الى حكم جمالي في مرحلته الاخيرة .وانطلاقاً من اختلاف المتلقين في عمليات الادراك الحسي للموضوعات او الاشياء المحيطة بهم ومنها اختلافهم في تذوق تصاميم الازياء في العروض المسرحية التي يشاهدونها, بناءً على ما تقدم فأن البحث الحالي هو محاولة لوصف وتحليل العلاقة الارتباطية بين الادراك الحسي والحكم الجمالي في عملية التذوق الفني للازياء. اهمية البحث يقدم البحث الحالي ذائقة جمالية وفنية يمكن استخدامها في معرفة تذوق المتلقي لتصميم الزي بصورة عامة والازياء المسرحية بصورة خاصة, ويفيد الدارسين والعاملين والباحثين في مجال المسرح