هناك في بلد فقير

Authors

  • ناظم حامد College of Fine Arts / University of Baghdad

Abstract

التقت ( الأكاديمي ) الزميل ناظم حامد، التدريسي في قسم الفنون التشكيلية، في كلية الفنون الجميلة، الذي كان قد أمضى ردحًا من الزمن؛ يدرّس في إحدى الجامعات العربية، وقد توجّهتْ له مجلة الأكاديمي بسؤال عن تجربته العملية والعلمية هناك، مقارنة بالتجربة التي نحن عليها في كلية الفنون الجميلة. أجاب: أقول، وللأسف الشديد، هناك فروق كبيرة جدًّا على المستوى الإداري والتعليمي، والأسف يتضاعف حين أقول بأنني درّست في بلد عربي فقير؛ يعتمد على المساعدات والسياحة، ولكن وكما يقول أحد عظمائنا : ( عدل السلطان خير من خصب الزمان ) .. ولنبدأ من الجانب الإداري، فقد وجدت في جامعتين؛ الأولى حكومية والثانية خاصة، أن جميع الإداريين في كل الجامعات هم في خدمة التدريسيين، وعلى جميع أشكال الممارسات التي تدور في الجامعة، فهناك المنهجية و( النظام ) المحدد لكلٍ من الجانب الإداري والتدريسي. وعلى سبيل المثال، حينما نأتي إلى مسألة الخدمة المقدمة للتدريسي؛ فمن حيث الأثاث يوجد هناك توصيف ثابت ومحدد لتزويد التدريسي بأثاث ( مكتبه الخاص ) من طاولة وكرسي وسجادة وكرسيين أمام مكتبه لاستقبال الطلبة في ساعاته المكتبية والارشادية، وهاتف أرضي مثبت بكتاب دليل هواتف منتسبي الجامعة التدريسيين والإداريين .. ويزود أيضا بجهاز حاسوب مع خط مفتوح للإنترنت، وفي مسألة تسلـُم الراتب لا يراجع التدريسي للسؤال عن راتبه وإنما يأتي ظرف مغلق ومضبب حتى لا يرى أي كان ما مقدار راتبه، حين يعرض الظرف للضوء من الخلف، ويوزع المراسل الظروف فيتسلمها التدريسيون، وليتسلموا، من ثـَمَّ، رواتبهم من أي صراف آلي قريب من سكنهم، أو من فرع البنك داخل الجامعة، ثم تأتي مسألة تجهيز مكتب التدريسي بالقرطاسية عند كل فصل دراسي؛ من حبر طمس، وأقلام، ومساطر، وطقم الجلد لوضع الأقلام، وجلدة يضعها تحت الورقة للكتابة، وبند أوصينية ورق استنساخ، ثم يُسلم التدريسي مفتاح مكتبه الخاص، وفي أسوأ الأحوال يكون هناك زميل أو اثنان إذا كان المكتب كبيرًا، فلهم نفس الأثاث والتجهيزات. وتحاول الجامعات هناك أن تجعل التدريسي يشعر بالاحترام والتقدير .. وهناك الكثير من الخدمات المقدمة للتدريسي لا يتسع المقام لذكرها. وتسعى إدارات الأقسام، لتأسيس منهجي؛ يطبقه كل رؤساء الأقسام، لأن العملية ترجع أيضاً إلى مسألة ( النظام ) فمثلا يقوم رئيس القسم بفتح ملفات لجميع التدريسيين ويضعها تحت اليد في خزانة لديه تحتوي على شهادات ووثائق كل تدريسي، وعنوان التدريسي، وأرقام هواتفه، وكل ما يتعلق بمسيرته العلمية؛ من ترقيات وكتب رسمية تخص سيرته الإدارية أيضا .. ثم هناك مسألة الاجتماعات والتعليمات الجامعية والتبليغات، فتقوم سكرتيرة القسم بطبع التعميمات على عدد التدريسيين، ويسلمها المراسل إليهم بواقع نسخة لكل تدريسي، ويقوم التدريسي بحفظ تلك التعليمات والتبليغات بملف يكون تحت يديه، ويؤشر كل شيء في موعده على أوراق المفكرة السنوية التي يزود بها التدريسي مع قرطاسيته السنوية أيضا ..

 

References

حاضر الفن ، هربرت ريد ، دار الشؤون الثقافية العامة ، وزارة الثقافة والاعلام ، ط 2 1986- بغداد .

نشرة الرابطة الدولية للفنون – عام 1976 .

Downloads

Published

2022-07-21

Issue

Section

Articles

Publication Dates