تجنيس الأسلوب في الحقل البصري
الملخص
لا يوجد نتاج حضاري يخلو من خطاب الأسلوب، كما أنَّ الأسلوب هو أحد المرتكزات المهمة في العملية الفنية وفي الإطار الذي يُحدد علاقة المُنجِز (الفنان) بالعمل الفني، ومن ثَمَّ بالذوق العام. وبرغم أهمية الأسلوب في العمل الفني والأدبي، لم يفرز هذا المصطلح حتى الآن، كما أن مؤسسات الأسلوب وسماته ما زالت غير محددة، ولغياب التعيينات المعرفية لمفهوم (الأسلوب) وبسبب مرونة هذا المصطلح، أصبح من الممكن سحبه باتجاهات مختلفة ومتنوعة، فقد يكون القصد منه الجانب الأدائي الخاص بالتقنية والخامات المستخدمة من قبل الفنان، أو قد يكون القصد منه حالات التعبير والإظهار، كأن يكون الأسلوب ذا وظيفة إخبارية خاصة بإبلاغ المتلقي، أو قد يقصد من الأسلوب (الاتجاه) كالأساليب الفنية المعروفة، مثل الأسلوب الواقعي والأسلوب التعبيري والأسلوب التجريدي. وهكذا يبدو أن دراسة الأسلوب تشمل جوانب كثيرة من العمل الفني ولا تتوقف عند حدود معينة، لأن المرجعيات المؤسسة للأسلوب متفاوتة، فقد تتحكم الأيديولوجيا في هيمنة أسلوب ما لصالح أسلوب آخر، أو قد يتماشى أسلوب معين مع عصر ما ولا يتناسب مع عصر آخر. وعليه فإن دراسة الأسلوب تشكل أهمية خاصة في العمل الفني لأنها ترتبط بدراسات تاريخ الفن والنقد الفني والفلسفة، خاصة فيما يتعلق بإشكاليات المحورين الذاتي والموضوعي، والتي تُعدّ مباحث مهمة ومشتركة ما بين الفلسفة والأسلوب. كذلك نجد أن أغلب الدراسات التي تتناول مفهوم الأسلوب هي دراسات أدبية وتحديدا في الحقل الألسني، وبرغم ما شهدته دراسات الأسلوب من توسّع وازدهار تبقى الحاجة ملحة في حقل التشكيل، لأن المزيد من الأساليب الفنية لا تزال تعيش حالة اغتراب، برغم مرور زمن ليس بقصير على ظهور هذه الأساليب، سواء على مستوى الانجاز الخاص (بالمنتج)، أو على مستوى التلقي الخاص بالمشاهد أو المتذوق للعمل الفني.وهكذا فإننا بصدد مشكلة حول مفهوم الأسلوب وسماته، وآليات اشتغاله في الحقل البصري. وبناءاً على ما تقدم فان مشكلة البحث تنبني على التساؤلات الآتية:ما المتغير والثابت في الأسلوب داخل اللوحةغياب التعيينات الفكرية والمعرفية لمفهوم الاسلوب في الفن بشكل عام، وفي اللوحة التشكيلية المعاصرة.عدم وضوح الأسس والأنظمة البنائية التي تحكم وتحدد سلوك الأسلوب في اللوحة المعاصرة.هل يتحرك الأسلوب ويتحول في اللوحة المعاصرة، انه ثابت ولم يرصد هذه التحولات منذ نشأته.هل خطاب الأسلوب في اللوحة المعاصرة، هو خطاب جمالي (تقني)، يهتم بمعالجة السطح التصويري، أم انه خطاب وظيفي إبلاغي (تعبيري).هل الأسلوب ظاهرة فردية ونتاج قائم على مقولة الذات في النص، ام هو نتاج ضغط النص على الذات.أهمية البحث والحاجة إليه:تكمن أهمية البحث بما يأتي: تنمية الوعي لدى المتلقي من خلال ترجمة النص البصري وتحويله إلى لغة نظرية، ضمن إطار البحث العلمي.تحقيق الموازنة بين الدراسات النظرية والممارسات العملية في حقل التشكيل، والسعي في تحويل الدراسات حول الأسلوب من الحقل الأدبي والالسني إلى حقل التشكيلالمراجع
ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، ج1، القاهرة: المطبعة الاميرية.
ابو منصور، فؤاد. النقد البنيوي بين لبنان واوربا: نصوص، جماليات، تطلعات، ط1، بيروت 1985.
افلاطون. الجمهورية، ت: حنا خباز، (د.م) :دار الكاتب العربي، (د.ت).
بارت، رولان. الدرجة الصفر للكتابة، محمد برادة، الرباط: الشركة المغربية للناشرين المتحدين
بليخانوف، جورج. الفن والتصور المادي للتاريخ، ت:جورج طرابيشي، بيروت: 1977.
بهنسي، عفيف. الفن الحديث في البلاد العربية، تونس: دار الجنوبي للنشر- اليونسكو، 1980.
بيطار، زينات، غواية الصورة: النقد والفن: تحولات القيم والاساليب والروح، ط1، الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 1999.
بيير جيرو. الاسلوبية، ت: منذر عياشي، حلب: مركز الانماء الحضاري للدراسة والنشر.
تيسير شيخ الارض. الفحص عن اساس الفنون، ط1، دمشق: منشورات اتحاد الكتاب العرب، ص1991.
جوزيف ميشال شريم. دليل الدراسات الاسلوبية، ط1، بيروت: المؤسسة الجامعية ، 1984.
جيرو، بيير، الاسلوب والاسلوبية، ت: منذر عياش، مركز الانماء القومي. 1972.
حسن ناظم. البنى الاسلوبية: دراسة في انشودة المطر للسياب، الدار البيضاء، 1995.
روزنتال، يودين. الموسوعة الفلسفية، ت: سمير كرم، ط5، بيروت: دار الطليعة ، 1985.
ريفاتير، مايكل. معايير تحليل الاسلوب، ت: حميد الحمداني، ط1، الدار البيضاء: 1993.
زكريا ابراهيم، الفنان والانسان، (د.م): دار الغريب للطباعة: دار النجاح الجديدة، 1993.
صلاح فضل: علم الاسلوب: مبادئه واجراءاته، القاهرة: مؤسسة مختار للنشر والتوزيع، 1992.
صلاح فضل، مناهج النقد المعاصر، القاهرة: دار الافاق العربية، 1996.
الطرابلسي، محمد مهدي، مقالة في منهجية الدراسات الاسلوبية، تونس: 1978.
عبد اللطيف، محمد. البلاغة الاسلوبية، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984،
عز الدين اسماعيل. الادب وفنونه، (د.م): دار الفكر العربي، 1978.
العشماوي، محمد زكي. فلسفة الجمال والفكر المعاصر، بيروت: دار النهضة للطباعة والنشر، 1980.
علوش، سعيد. معجم المصطلحات الادبية المعاصرة، بيروت: دار الكتاب اللبناني. 1974.
عياد شكري محمد، اتجاهات البحث الاسلوبي: مقالات مترجمة، (د.م): دار العلوم السعودية، 1985.
كوبلر، جورج. نشاة الفنون الانسانية، ت: عبد الملك الناشف، بيروت: المؤسسة الوطنية للطباعة كوهن، جان. بنية اللغة الشعرية، ت: محمد الموالي ومحمد العمري، الدار البيضاء: 1986.
لالاند. الموسوعة الفلسفية، ج3، ت:خليل احمد خليل، ط2، بيروت: منشورات عويدات، 2001.
لالو، شارل. مبادئ علم الجمال، ت: مصطفى ماهر، القاهرة: (ب.د)، 1978.
ليفن، صاموئيل. البنائيات اللسانية في الشعر، ت:الوالي محمد والتوازني خالد، المغرب ، 1989.
مافيزولي، ميشيل. تامل العالم: الصورة والاسلوب في الحياة الاجتماعية، ت: فريد الزاهي، ط1، القاهرة: المجلس الاعلى للثقافة، 2005.
مولينيه، جورج. الاسلوبية، ت: بسام بركة، بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات ، 1999.
مونرو، توماس. التطور في الفنون، ت: محمد على ابو درة واخرون، ج1، القاهرة: 1977.
هاوزر، ارنولد. الفن والمجتمع عبر التاريخ، ج1، ت:فؤاد زكريا، ط2، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1981.
هيغل. فكرة الجمال، ت:جورج طرابيشي، ط1، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، 1987.
ويليك رينيه، اوستن، نظرية الادب، ت:محي الدين حجي، (د.م): مطبعة خالد الطرابيشي، 1972.
المصادر الأجنبية
Barth, Roland. Semiotic challenge. Translated by Richard Basil Blackwell, 1980..
Mc Graw, Hill. Dictionary of literary term, New York, 1922.
Painting styles. www.hammanities web. Org/ (Google search).
Todorvo, tertian and swald. Ducctor. Encyclopedia of the science of language. 1979.
Wales, Katie, adictionary of stylistics, London, and New York, 1971.