آثر الأشكال الهندسية في النحت الأوربي الحديث "دراسة تحليلية"

الملخص

              بدأ النحت يتجه نحو الأشكال الهندسية في النحت منذ التكعيبية عندما أعاد الفنان الغربي كل الأشكال الطبيعية الى نظمها الهندسية كالأسطوانة والمكعب والمثلث والمربع وذلك بتأثير فلسفة افلاطون المثالية. لكن مع ذلك لم تغادر التكعيبية الشكل الأدمي بل بقي على حاله ولكن بنظم شكلية هندسية واضحة...ثم تغيرت بنية النظم الهندسية لهذه التركيبات النحتية عند البنائيين الروس وأصبحت الكتلة النحتية فاقدة لشكلها الواقعي وصلادتها وهجر الشكل البشري. ثم بدأ الاستغناء وهجران الشكل الأدمي الواقعي يتصاعد ويتعمق في النحت الأوربي الحديث على يد (برانكوزي)، وتطور الاهتمام بهذه الأثر على يد الفنانين حيث غدت الأشكال مكعبات تتكرر وقضبان تتصالب مشكلة بنى من التركيبات هندسية جديدة. والمشكلة التي تستحق البحث هي: لماذا اتجه النحات للبحث عن آثر الشكال نحتية هندسية جديدة مستغني بذلك عن الشكل الادمي. وما القصد من ورائها؟ هذه الأسئلة عدت مشكلة يجدر الاهتمام بها والبحث فيها.

         ويتناول البحث كيفية استلهام الأشكال الهندسية في النحت الأوربي الحديث والتي تعتمد على مفهوم الشكل الهندسي مع تطور الرؤية الفنية وظهور المدارس والحركات الفنية الحديثة والتي تناولت موضوعات بنائية التي تحمل قواعد وقوانين الهندسة والتي بدأت في الثورة الصناعية وتطور العلم والتكنلوجيا منذ بداية القرن العشرين، والتي ادت الى ظهور مضمون جديد طرا على الفن الحديث وبدأ الفنانون يولفون الأشكال الهندسية مع العضوية، اما الظرف الاجتماعي و الفكري والتكنلوجي كان له دور الى التعجيل التطور وحتى تعطيله حيث نلاحظ ان ظهور المعنى والشكال الحديثة تدريجياً حيث واجه الفنان صعوبة في أخارجها، ويمكن أن نلاحظ أن تلك التغيرات التي تطرأ على المضمون والشكل وبالأخص في الفنون انما ترجع في مرجعياتها الى التغييرات الاقتصادية والاجتماعية، وسنجد ان المضمون الجديد سوف يحدد في آخر الأمر على الأشكال الجديدة.

        وذلك ينطبق على الطبيعة وعلى المجتمع وبالتالي على الفن. وقد ظهرت الكثير من الحركات الفنية وتحديداً في القرن العشرين، وكان مضمون هذه الحركات مضمون تشكيلي هندسي صرف يبحث عن كل جديد ومتفرد في العصر الحديث، ويبدأ في استخدام تلك الأشكال الهندسية في الفنون التشكيلية والبحث عن فن لا يخلو من الجانب الوظيفي وتماشى مع تلك السياسة كما ساعدهم في ذلك التطور التقني وظهور خامات تتناسب مع الخطاب الفكري للعمل الفني.