المرجعيات الجمالية للأشكال المختزلة في النحت العراقي المعاصر

الملخص

ارتبط الاختزال بصريا في الفن منذ أن بدأ الانسان بصناعة الاشكال الوظيفية والجمالية، ويعد الاختزال من أوضح مصاديق الحضور الفكري في التجربة الجمالية، فهو فعل قصدي ذاتي، إذ أصبح فيما بعد توجهاً عاماً عند أغلب فناني المدارس والاتجاهات الفنية الحداثوية، دعمت حضوره التحولات الكبيرة التي شهدتها الحركة الفكرية في العالم بشكل عام، وفي أوربا بشكل خاص، وسرعان ما تأثر العالم بأسره بتوجهات الحداثة المختزلة للأشكال، ومنها التجربة النحتية الفنية في العراق، إذ تأثرت بشكل واسع ومبكر، إذ تم ابتعاث الفنانين العراقيين الى أوربا للدارسة هناك، ونقلوا التجارب الفنية الأوربية، وأنعكاس هذا التأثر واضحاً في منحوتاتهم الجمالية، ولهذا يجد الباحثان أن دراسة المرجعيات الجمالية للأشكال المختزلة في التجربة النحتية العراقية تمثل أهمية كبيرة في دراسة تاريخ النحت المعاصر، للنظر في مفهوم الاختزال وتطبيقاته الأدائية، لذا فإن البحث يشتمل على أربعة فصول: شمل الفصل الاول منها الأطار المنهجي للبحث، وفيه استعرضنا مشكلة البحث إذ بينا فيها تعامل الفن التشكيلي بشكل عام مع مفهوم الاختزال، ثم تطبيقات الاختزال في فن النحت الأوربي والعراقي، منطلقين من هذا التساؤل: ما هي مرجعيات الاختزال في النحت العراقي المعاصر؟. ثم عرضنا أهمية البحث وهدفه في التعرف على آليات اشتغال مفهوم الاختزال ومرجعياته في النحت العراقي المعاصر، وحدود البحث بين عامي(2003 – 2023)، وبينا عدد من تعريفات الاختزال لغوياً وأصطلاحياً وأجرائياً.
ثم في الفصل الثاني الموسوم بـ: الاطار النظري للبحث: قدمنا ثلاث مباحث، خصص الاول منها لمفهوم الاختزال وتطبيقاته الادائية في فنون الحضارات القديمة. وخصص المبحث الثاني لدراسة الأختزال في فنون الحداثة الأوربية، وفي المبحث الثالث تناولنا الاختزال في النحت العراقي المعاصر وقدمنا بعد ذلك مؤشرات الاطار النظري.
وفي الفصل الثالث الموسوم بـ: الإطار الإجرائي للبحث: قدمنا مجتمع البحث الذي ضم كل الفنانين العراقيين الذين أشتغلوا بنسق الاختزال في أعمالهم النحتية ضمن حدود البحث، ووضعنا عدد من الشروط لأختيار عينة البحث وقد أخيرت بطريقة قصدية، وشملت اربعة عينات، كما أستخدمنا أداة الملاحظة في جمع معلومات عينة البحث، وتم التحليل على وفق المنهج الوصفي التحليلي.
وتوصل الباحثان لعدد من النتائج منها: أن فعل الاختزال هو سمة طاغية ومميزة في مخرجات النحت العراقي المعاصر الذي يعتمد على التبسيط والتشذيب والحذف، وايضاً تحقق بفعل الاختزالات الرمزية في العمل الفني وتركيز وتكثيف الدلالة، كما ظهر تأثر النحات العراقي المعاصر بالمدارس والاتجاهات الفنية الاوربية التي طغت على الفعل الفني العالمي في القرن العشرين، وما تلاه ضمن أرهاصات الاشتغال بفنون الحداثة وما بعدها، بالاضافة الى تأثره بالعمق الحضاري لحضارة وادي الرافدين، كما أن الاختزال حقق للنحات أثبات ذاتيته وأسلوبه الشخصي، ثم قدمنا التوصيات والمقترحات. وبعد ذلك أدرجنا ثبت المصادر والمراجع والملاحق