الخطاب البصري في التلفزيون
الملخص
يعد الخطاب البصري في السينما والتلفزيون وسيطا تعبيرياً حاملاً لعناصره السمعية والمرئية وفاعلاً مؤثراً في ذاكرة المتلقي، على وفق انساق متعددة من الاشكال والتمثلات هدفها الاقناع والتأثير والترفيه والامتاع والمعرفة. وهذا الخطاب لن يمر على المتلقي دون عناء فتعدد الاشكال وتقنيات العرض الصوري وتنوع المضامين المستمدة من اختلاف العقائد والمفاهيم والافكار والتصورات قد تصل احيانا الى التقاطع والصراعات بما ينعكس على شكل الشاشة ونظرية التلفزيون. الامر الذي يحفزنا لمعرفة تلك الكيفيات التي يُصنع بها الخطاب سمعياً ومرئياً في التلفزيون والذي يشكل رافدا كبيرا ومؤثراً في مساحة الخطاب الثقافي العراقي في عصرنا الحديث.
ضمن موضوع نقد الخطاب الثقافي العراقي يتجلى الخطاب البصري كأحد روافد الخطاب الثقافي بكثرة تحشيده لمقتنيات الصورة من تقنيات ومعالجات حركية تسترشد بالقيم الجمالية ومنظور العلامــات الفاعلة فيها ، في انساق ومقاربات تشكل عالم بناء الصورة كوسيط للخطاب البصري. من هذا نجد ان التلفزيون محطة صورية جارية تواجه المتلقي على مدار الساعة لتحقق معه تواصلا عبر خطابها البصري. واذا ما اردنا ان ننظر ونتأمل ونتذوق ما يجري في هذه المحطة من مصادر مرئية نكون قد اشرنا الى النقد التلفزيوني كونه تقييما لما يعرض من مادة تلفزيونية من حيث بناءها الصوري واكتسابها عناصر اللغة الصورية التلفزيونية فضلاً عن ما تحمله من افكار ومواضيع ومفاهيم ملفوظة تعزز هذا البناء وتساعد على تقويمه، ومما يمكن الاشارة اليه هو التطور التقني الكبير الذي ساد علم الاتصال بتعدد كفاءة الاجهزة الانتاجية للتلفزيون وبظهور العديد من القنوات التلفزيونية الارضية والفضائية بما يكشف عن انفتاح كبير مع المشاهد الامر الذي زاد من تنامي الخبرات جراء المشاهدة والفرز والتمييز لتعزيز قدرات التذوق التلفزيوني والتي نعتقدها ارضية او حاضنة مناسبة لايصال لغة النقد التلفزيوني التي تستهدف المتلقي بشكل عام