الأثر الأيديولوجي فـــي بنية الفضــاء الداخـلي

الملخص

غالباً ما تولد الانظمة التصميمية علاقات ضمن إطار مفهومها في التصميم الداخلي، كما يُمكن توليد نظام أو أكثر بين العلاقات التصميمية ضمن هذا المفهوم في بنية نتاجات فضاءاته الداخلية، عن طريق تجزئة الكُل إلى إجزائه، لكشف مكامن الخفاء فيها ومراحل تكوينها وعلاقاتها الرابطة والمتبادلة فيما بينها، ومن ثَمَّ إعادة تكوين ذلك الكل من أجزائه سواء في العمليات التصميمية عند مراحلها الأولية أو في عمليات المعالجات التي تستدعيها الضرورة بعد انجاز تصميمها وتداولها، لتمكنها من استخدام فعاليات أخرى قريبه من فعالياتها الأولى التي صممَت من أجلها، بضاغط الأثر الأيديولوجي وابعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، فضلاً عن الوسط البيئي المحيط الذي يفرض نظام توزيع هذه الفضاءات وشكلها وحجمها، ومن ثَمَّ تُحدد جزئياتها من قطع أثاث حتى أدق التفاصيل، ومدى تأثير هذه الجزئيات في الكُليات، واستيعاب الأخير لكم ونوع تلك الجزئيات، ما يجعله مُكَيَّف بمتغيرات التطوير والتجدد، في حدود بنيته على وفق متغيرات الزمان والمكان.

      لذلك ارتأى الباحث اختيار عنوان بحثه الموسوم بـ: (الأثر الأيديولوجي في بنية الفضاء الداخلي)، إذ يهتم بدراسة بنية الفناء الوسطي في البيت العربي الدمشقي القديم، الذي يشهد اليوم تحولاً في بنيته الوظيفية بدوافع الاستثمارات السياحية في المدينة. وعليه ، تناول الإطار المنهجي في طرح المشكلة المتضمنة معرفة الأثر الأيديولوجي ودوره في التحول الوظيفي للفناء الداخلي من جانب ودوره أيضاً في الحفاظ على تراثه الأصيل من الزوال بمساعدة النظام البنائي التصميمي من جانبٍ آخر. وأهميته وهدفه وحدودهُ ثم تحديد المصطلحات المستخدمة في البحث وتعريفها. أما الإطار النظري: البنية وعلاقاتها في مفهوم الفضاء الداخلي من الجزئيات إلى الكُليات، واستعراض الجذور التاريخية لمرجعيات النظام المركزي الذي يمتاز به الفناء الداخلي فضلاً عن الأثر الأيديولوجي في التحول الوظيفي والجمالي للبيت الدمشقي القديم لفعاليات أخرى. ثم استُخلِصَ من هذا الفصل مجموعة مؤشرات تم اعتمادها في عملية التحليل لإجراءات البحث الميدانية. وتضمنت إجراءات البحث من حيث المنهجية، حيتُ اعتُمِدَ المنهج الوصفي في دراسة الحالة لتحليل العينة، ومجتمع البحث المتمثل بالبيوت الدمشقية القديمة، وعينته القصدية في دراسة للفناء الوسطي لمطعم فندق الياسمين، وأداة البحث في محاورها الثلاثة. ثم وصف العينة وتحليلها. وأخيراً عرض النتائج التي توصل إليها البحث من خلال عملية التحليل، ثم الاستنتاجات مع المقترحات والتوصيات