الانزياحات البنائيــــــــة في خزفيات بيكاسو
DOI:
https://doi.org/10.35560/jcofarts83/19-32الملخص
مع الوجود الهائل من المناهج النقدية، والحركات والمدارس الفنية، والأساليب والمفاهيم والنظريات، التي جاءت تأخذ فرصتها من الفنون بصورتها العامة، وفنون التشكيل بصورة خاصة، أصبحت بحوث الفنون الجميلة وما تقدمه تلك المناهج إثارة من التساؤلات الكثيرة ، وتذهب إلى أغراض الإفادة منها، في ان يخرج العمل الفني بالصورة الجمالية ولا سيما في موضوعة القراءة والتلقي ، وإدخاله في نسق العلاقات المتعددة ليصبح العمل الفني اكثر محاكاة لمظاهر الأشياء وتأويلها وفق رؤى جمالية يحددها المنهج الجديد، ذات الرؤى المستحدثة والأنظمة المركبة والمغايرة، والمختلفة ذات التناقض، الذي يأخذ العمل الفني في التشكيل مفارقات مكانية وانزياحات بنائية تمزج مفرداتها بالتضادات والإخلال والإزاحة، والتي تحدث خلل شكلي، ظاهر وفق هذا المنظور المعاصر الذي يتناسب مع ثورة التكنلوجيا والتقنية العلمية ظهرت الانزياحية لتجد من الشكل الفني أيا كان نوعه سواء كان في الرسم أو النحت أو الخزف، تأسيسات التغريب والاختلاف، وتحدث فجوة التوتر ليأخذ التفسير والتاؤيل أصالة العمل، نحو كسر النمط التقليدي والذي تتجاوز به مفردات العمل كسر البناء المرتبط مع تحولات الفكرية الحديثة وهنا يأتي مصطلح الانزياح البنائي الذي يدخل مع مدركات الذهن ليساهم هو الأخر بمغايرات انزياحية للشكل في خارطة الفنون التشكيلية، وليكن فن الخزف واحد من الفنون التي تضع مفرداته تعدد في القراءات ، لذلك جاء البحث: الانزياح البنائي في خزفيات بيكاسو، والذي لا يمكن النظر إلى أي عمل خزفي مالم تكن هناك عمليات تلقي تؤدي إلى فعل القراءة فقراءة العمل الخزفي، أدخلت المتلقي في حوار مع خطاب العرض, ولهذا الحوار دوراً فاعلاً في منح العمل الخزفي معناه، بوصفة نتيجة للتفاعل الانزياحي بين العمل ومكان العمل، ولا سيما ان المتلقي قد اصبح طرفا فاعلاً في عملية إنتاج المعنى، ليقوم بتحريك العمل في اكثر من مكان لمفرداته التركيبة وبالصورة الذهنية تتحدث القراءة المنتجة التي ينجزها وهذا بالتأكيد في القراءات الانزياحية لا يعني أقصاء الرسالة وخطاب عرض العمل الخزفي، وإنما هو التركيز على عملية التفاعل التي تحصل بينهما والتي يؤديها الانزياح البنائي للعمل الخزفي . الذي يبحث في الأنظمة الشكلية ومرجعياته المؤسسة والذي اخذ فيها الفنان الرسام والخزاف بيكاسو بابتكار وسائل جديدة للتعبير عن تصورات فنون الخزف لتلائم تطور المنهج الانزياحي الذي يحدث في العالم المعاصر، ونتج عنه التغيرات الذي أعطت الضوء الأخضر للمدرسة التكعيبية التي رفضت مبدأ محاكاة الأشكال في الطبيعة، وأخذت تختزل هذه الأشكال إلى أجزاء هندسية وخطوط مستقيمة ليأخذ الخزاف بيكاسو إعادة في الصياغة لمنجزه الخزفي بطريقة اكثر رفض لما هو ثابت واطلاق متحرك، ومثلما عرفت ثورة فنية باتجاه ما هو اكثر حداثة كانت خزفياته اكثر إزاحة بتأثير اتجاهاتها البصرية على سطح الشكل الخزفي، ليعلن ان التصور العقلاني متفهم للشكل، والتصور الانزياحي من الأشكال في الطبيعة هو ليس تشوه للشكل التقليدي، وإنما هو ضرب اختزال وكسر لنمط المساحات الهندسية في العمل الخزفي وجعلها اكثر مقبولية من السابق.
وقد اشتمل البحث على أربعة فصول اذ تضمن الفصل الأول إشكالية البحث وهدفه المتمثل في كشف الانزياح البنائي في فن الخزف المعاصر باعتماد الأعمال الخزفية ذات العلاقة، وتضمن الفصل الثاني على ثلاث مباحث، تعنى بمعرفة مفهوم الانزياح البنائي مع بيان المرجعيات المؤسسة للعمل الخزفي وحركته المكانية في الفضاء لخزفيات بيكاسو وذلك عن طريق دراسة تركيبيات العمل المنفصلة والمتحدة لتكون العمل بصورته الكلية. أما الفصل الثالث فقد مثل باعتماد ومنهجية البحث والتي اعتمدت طريقة التحليل لمؤسسات الانزياح، باعتماد تحليل العينات فيما تضمن الفصل الرابع اهم النتائج التي توصل اليها