جماليـــات الفــــن البيـــئي (دراسة تحليلية)
DOI:
https://doi.org/10.35560/jcofarts82/29-46الملخص
يهتم البحث بدراسة جماليات الفن البيئي، وهو من الموضوعات التي تعد إحدى إشكاليات الجانب الجمالي في فنون ما بعد الحداثة، لذا جاء هذا البحث بوصفه محاولة للتعرف على المفاهيم الجمالية التي تحكم الفن البيئي التي يمكن استخلاصها من التجارب الفنية في تشكيل ما بعد الحداثة. شمل البحث الإطار العام لمنهجية البحث، اذ تم فيه عرضمشكلة البحث وبيان أهميته وتحديد هدفه المتمثل في التعرف على جماليات الفن البيئي على صعيد الهيئة، المعنى، المتلقي. وذلك في العراق وأميركا بوصفها حدود مكانية أما الحدود الزمنية فهي المدة الممتدة من عام 1970 إلى عام 2006 وذلك لان هذه الفترة (1970) بداية توثيق الانجازات الفنية البيئية. وتضمن الإطار النظري عبر مبحثين الأول تناول مفاهيم حول البيئية والثاني تناول الفن البيئي واهم مدارسة وتوجهاته ومغذياته الجمالية. في حين تضمنت إجراءات البحث عبر تدوين مجتمع البحث وعينته ومنهجيته ، ومن ثم تحليل نماذج العينة والبالغ عددها ) 3 . (نماذج ، تم اختيارها بالطريقة القصدية ، ومراعية تمثيلها. أما نتائج البحث، فكان أهمها: شكل المحتوى ألمضاميني في فن ما بعد الحداثة مرتكزا جدلياً من حيث فعل الجدل العلائقي ما بين الخامات المصنعة الجاهزة منها والطبيعية لخلق نوعا من الائتلاف عبر التباين لخلق انسجام متناغم في بنائية الإنشاء التكويني.مشكلة البحثان الفن البيئي الذي ظهر على اثر التطور الصناعي في البنية الحضرية للمجتمعات الغربية، وكذلك كردة فعل تجاه منطق التهديم الواسع الذي نال الأنظمة البيئية المتنوع بعد الحرب العالمية الثانية ، فكان لابد ان يتخذ الفنان موقفا تجاه محيطه الطبيعي والصناعي من خلال جعل عمله الفني وسيلة عن رغبة ملحة بجعل من اللامرئي والمهمش مرئيا أو يعبر عن سلوك ضروري لمواجهة هذا المدى الأولي الذي أبعدتنا عنه حضارتنا روحياً وجسدياً، لذلك ومنذ أواخر الستينات بدأت تتضح معالم الفن البيئي في مواجهة المستقبل الغامض الذي ينال التهديدات المتخلفة والقاسية للوجود الإنساني على هذا الكوكب .وحتى يتميز الفن البيئي كبنية حضور لا غياب على ساحة الحراك البصري الجمالي كان لابد من صعود مبادئ وأسس جمالية جديدة معه، سواء على صعيد العلاقات المكونة والمؤلفة للعمل الفني نحو هيئته التامة والمنسجمة، او من خلال طرحه لعلاقة جديدة مع المتذوق والمدرك الجمالي من حيث إضافة مفاهيم جمالية غير مألوفة ومتكررة.هذه المفاهيم الجمالية الجديدة الحاضرة مع الفن البيئي أسست مشكلة حقيقية بوصفها لم تبحث بصورة علمية، تنبثق من تحليل ظاهرة جماليات الفن البيئي على نحو شامل تجاه هيئة العمل الفني نفسه ومعناه وحواريته مع المتلقي، بل كتبت شذرات متناثرة على هامش الموضوع في بطون المقالات والمصادر المتفرقة، وعليه طرحت هذه المشكلة عدة تساؤلات منها، ماهي المظاهر الفنية المجسدة لتلك الجمالية؟ وما هي طبيعة الرسالة الجمالية التي يحاول الفن البيئي إيصالها للمشاهد؟ وما الذي إضافة الفن البيئي للجمالية على صعيد المفاهيم؟ ومن هذه الأسئلة تكمن مشكلة البحث في السؤال الشامل الآتي:ما هي جماليات الفن البيئي؟