جدلية العلاقة بين التقنية الرقمية وجمالية الصورة التلفزيونية

الملخص

أن التطور التقني له تأثيرات كبيرة على الوسيط السينماتوغرافي, وأن نشأت التلفزيون بالأساس قائم على التقنية, ومع تطور واستمرار تلك التقنيات وانعكاساتها الهائلة على مستوى الصورة التليفزيونية، بداءة المسلسلات الدرامية في الآونة الأخيرة تقترب في التشكيل الجمالي من السينما وذلك بفضل توظيف التقنيات الرقمية المعاصرة، فالمونتاج لم يكن إلا واحدا من العناصر السينمائية التي دخلت حيز التليفزيونية بفضل التطورات التقنية التماثلية ومن ثم الرقمية التي أضافت إمكانية المعالجات الكبيرة في الصورة, والكاميرات الرقمية عالية الوضوح التي أدت إلى الاستغناء في أحيان كثيرة عن الإضاءة الاصطناعية المركزة والتصوير بالضوء المتاح , كما ساعدت هذه الكاميرات على استخدام زوايا تصوير لم تكن تقليدية في عالم الصورة التلفزيونية بسبب صغر حجمها وخفتها وسهولة وضعها في أي مكان و تنوع عدساتها، ومع خاصية التصوير عالي الوضوح FULL HD تحولت اغلب شاشات التليفزيون المنزلية إلى شاشات HD -FULL HD -3D بمقاسات الشاشة العريضة لعرض الصورة بصيغتها الطبيعية، أما على مستوى تقنية الصوت أصبح من الممكن إضافة مجموعة كبيرة من المسارات الصوتية تصل إلى حد المئات حسب الحاجة من موسيقى ومؤثرات وحوار، وهو ما يبدو أحيانا اقترابا من خليط الأصوات الواقعية كما نسمعها في حياتنا اليومية, كل هذه التقنيات استخدمت لتحقيق قدر كافي من الأهداف والاقتراب من الصورة الأكثر جمالية, ولهذا السبب ارتئي الباحث لأخيار هذا العنوان