البعد الأديولوجي واشتراطاته التعبيرية في السينما

عمار هادي العرادي

الملخص

تبادلت السينما إبداعيا مع الفنون المجاورة الأدوار منذ نشأتها الأولى . واستعارت من الأدب كالرواية، والمسرحية، والقصة، والقصة القصيرة ؛ بنياتها الفنية والفكرية ، وكانت السينما الأكثر استثمارا من تلك البنى في الكشف عن المضامين والمعاني الإنسانية . وحققت نجاحات واسعة على أنها وسيلة فنية بتحريكها الصورة الفوتوغرافية ؛ تمكنت مقوماتها من الجذب والتأثير الآسرعلى المتفرجين . وقد أطلق عليها " أستروك" الناقد والصحفي الفرنسي في دفاتر السينما وصفه المعروف : الكاميرا القلم. وعدّها كتابة المستقبل . لتأخذ دورها التبادلي في كتابة الأفكار بالكاميرا. واتخذ النص السينمائي وشكله الأدبي ، حيزا كبيرا في انشغالات الإبداع الفني والفكري بتدوين المجالات الحياتية،وميادينها الثقافية والإجتماعية والفكرية بضروبها المختلفة. ونتيجة لخصوصية السينما الفنية المتفردة، كان الاهتمام بها من قبل العلماء، ومن قبل رأس المال، والمعنيين بالفن والثقافة، غير مسبوق. ومن ثم الدول والجماعات الفكرية.وحققت منذ البدء إنجازاتها الحضارية، بتنافسات محمومة تحت ستار السرية والكتمان، بدافع السيطرة على الإستثمارات والسبق. ودخلت الدولة للسيطرة على صناعة السينما وامتلاك قوة التأثير الكامن في كُنَتها السحرية. عندما وجدت في السينما القدرة على تصيير العقول. والأكثر تأثيرا بالناس كما يشير الدكتور"علي شلش" في كتابه النقد السينمائي.فكانت المنافسة في إستعمال هذه الوسيلة الفنية كبيرة وواسعة لتسويق الفكر، والأفكار.. لغايات شتى . وتشير كتب مؤرخي التأريخ السينمائي، وأهمها كتاب تأريخ السينما "لجورج سادول" إلى تلك الأدوار المهمة لرجالات السينما منتجين وصانعين وكتاب وممثلين وفنيين. الذين نهضوا بالسينما سريعا لتتبوأ دورها وأهميتها في حياة الناس الاجتماعية والسياسية . وكان لعكس الحركة الظاهرية للواقع. واستعمال الأفكار. تأثيرا على القدرات التعبيرية للسينما؛ ستنجلي في ثنايا البحث، كاشفه عن تلك البدايات وطبيعة مستجدات المنجز السينمائي، والأفكار التي مورست في السينما ، وساهمت في زيادة القدرات التعبيرية والفنية