الاشتغال الدلالي والجمالي للمكان في الفلم الروائي (فلم عازف البيانو نموذجا)

منير طه سلمان

الملخص

ان بنية العمل الفني السينمائي لايمكن ان تتحقق دون مرتكزات مكانية ، وللمكان دلالات ثقافية ومكانية متعددة بالاضافة الى تاثيره على السلوك والاتجاهات وبما يملكه المكان من اهمية في ايصال الكثير من المعاني عبر تفاعله مع الشخصية التي استقطبت الكثير من الدراسات ورغم تداخل مفردة المكان في فروع درامية فلسفية واجتماعية لكنها تعد قريبة الصلة مع عالم الفن لانه يعد الانعكاس الواقعي والافتراضي لنظريات العلم في شتى المجالات اذ يرتبط الخطاب السمعي البصري في السينما بوجود الاثر البيئي في تجليات المكون المكاني الذي تتعامل معه الصورة الحسية والتي تبلغ المتلقي بشيء من الواقعية الموضوعية والذاتية للمكان وحسبما يتناسب وطابع الخطاب الفلمي ، حيث يتشكل المكان ضمن فضاء واقعي او مصنوع من مجموعة من الموجودات التشكيلية في علاقاتها الداخلية لمختلف عناصر البناء الفلمي التي تتفاعل مع المكان للتاثير على المتلقي وايصال معاني جمالية دلالية مقنعة و موثرة وبما ان المكان هو حيز مستقطع من فضاء حياتي اكبر لضرورات فنية تستدعيها السينما في ذات الموضوع والمشهد ولاسباب موضوعية او درامية او سايكولوجية الا ان هذه الاماكن المنتخبة لاتاتي ضمن اختيار عشوائي او غير مرتب بل انها تاتي ضمن حسابات مدروسة ومهيئة لخدمة حركة الدراما النامية في الفلم .فالفن يعيد تنظيم المكان ويعيد تركيبه وفي ذلك تكمن العبقرية التي تستطيع ان تعطي لهذا المكان بعده الجمالي وتحمله بالدوال والرموز والاثر الذي يستجلى عبر الصورة ، انها امكانية صانع الفلم في ان يقدم الصورة التي يصبح بها المكان فاعلا وموثرا وعلى مدا مايستطيع ذلك المبدع من تحريك فاعلية المكان كعنصر فاعل دراميا وجماليا معتمدا في ذلك على ارتباط ذلك المكان وعلاقاته التكوينية على مايختزنه ذهن المتلقي وعاطفته المكانية وانطلاقا من هذه الاهمية لجأنا الى دراسة اثر المكان في الدراما الروائية مرورا بالاراء النظرية للكثير من المتخصصين والباحثين فارزين مجموعة من العناوين الفردية في الاطار النظري للبحث والتي اسهمت بالخروج بمجموعة مؤشرات اعانتنا على تحليل العينة الفلمية المميزة لفلم (عازف البيانو) وقد خرج البحث بمجموعة من النتائج المهمة منطلقين من سؤال يمكنه ان يمثل مشكلة تحتاج الى تبيان وهو كيفية الاشتغال الجمالي والدلالي للمكان في الفلم الروائي