تطبيقات التجريب في عروض المسرح العراقي عطيل في المطبخ (أنموذجاً)

عادل كريم سالم

الملخص

أن جميع ميادين الحياة وبمختلف أنواعها وأصنافها قد قامت على التجربة وماتزال تمارس حتى يومنا هذا ، ومما لاشك فيه أنها ستستمر في هذا الطريق طالما أن الحياة لاتزال مستمرة فالنظريات الانسانية والعلمية التي وصلتنا هي خلاصة نتائج للتجارب التي جرت سابقا . فالتجربة تشكل مصدرا أساسيا ومهما لايمكن بأي حال من الاحوال أغفالها لغرض تحقيق ممارسة التجريب ، فالتجريب هو ممارسة أنسانية ورافد رئيس للمعرفة ومعيار حقيقي لصدق الفروض والنظريات ، كما أنه لم يقتصر على فئة دون غيرها فيقوم بها المهندس ، الطبيب ، العالم ، الفنان ، الأديب والرياضي . فأن كان العلماء يجربون لغرض تحقيق وابتكار نظريات علمية معينة ، فأن الفنانين يجربون من أجل ضمان استمرارية الفن وبما يحقق ديمومة متجددة له ، أذ لايمكن أن نتصور فنا مثل المسرح يستطيع أن يضمن استمرارية من دون خوض غمار التجريب ، فالمسرح بأي حالٍ من الأحوال لايمكن أن يستغني عن التجريب فهو ضرورة ملحة لديمومته وتطويره.أن المسرح هو فعل دائم التجريب ، وعبر كل تأريخه الطويل منذ العصر الاغريقي في القرن الخامس ق. م وحتى يومنا هذا كان تجريبياً ، فالتجربة في عصر من العصور تواكب وتساير عصرها وتعبر عنه ثم يأتي جيلاً آخر حاملاً معه أشكالاً وروافد وصيغ تعبيرية ومعالجات غير مألوفة ومبتكرة ليضعها محل ما أستقر عليه المسرح من أصول وقواعد ، ثم لا تلبث هذه الصيغ الجديدة أن تصبح هي الأخرى قديمة لا تواكب العصر وهكذا ، فالتجريب وسيلة فعالة لتغيير المسرح نحو الأفضل. ومن أجل ان يكون التجريب قادر على تحريك عجلة المسرح نحو الأبداع ، لابد من أيجاد تجريب جوهري حقيقي لاتجريب سطحي ، فالتجريب لم يكن في وقت من الأوقات لدى المجربين الحقيقيين الذي يبحثون عن كل ما هو مبتكر ومفيد ، بدعةً ، وإنما هي حالة تنبع من أفكار ورؤى الفنان وقدرته على الابتكار والتجديد .ورغم الخصوصية التي يتمتع بها التجريب ، ثمة عروض مسرحية قدمت على خشبات مسارحنا المحلية مارست عبرها التجريب من قبيل الموضة ، ولعل مايثير الاستغراب بشكل أوسع ان البعض من المسرحيين أخذوا يلصقون تسمية (التجريب) بأي انتاج مسرحي يحاول الخروج عن أي شيء مألوف في أصول العمل المسرحي حتى وأن كان خروجاً سطحياً ، بل ذهب البعض ممن يدعون التجريب الى أبعد من ذلك يطرح أفكار وآراء لا تمت بأي صلة بمفهوم التجريب ، بل أنها مجرد صيغ غريبة تنعدم فيها خصائص ومتطلبات التجريب الحقيقي فضلا عن انها مجرد تقليد للأخر ولا لشيء أخر غير ذلك . وتأسيساً على ماتقدم صاغ الباحث مشكلة بحثه بالسؤال الأتي : ما أبرز شروط تطبيقات التجريب في عروض المسرح ؟ وعليه أختار الباحث موضوع بحثه وحدده بعنوان :- تطبيقات التجريب في عروض المسرح العراقي عطيل في المطبخ (أنموذجاً)