اتجاهات الخزف المعاصر وتداخل المفاهيم الاسلوبية " فن التركيب والتجميع انموذجا "

الملخص

حققت الفنون المعاصرة على وفق الانتقال بالمفاهيم، منطقا جديدا في الطرح والاظهار بشكل عام، وعلى مستوى الفن الخزفي بشكل خاص. حيث الانتقال لمنطق الرفض والتقويض لما هو سائد من اساليب تكاد تكون قاعدة ثابتة لحقب طويلة، كان لدورها المباشر اثرا في تسيير خارطة فنون التشكيل في العالم المعاصر.
ان النمو والتحولات الثقافية التي شهدها العالم بعد الحربين العالميتين، افرز انتقالات معرفية قائمة على استراتيجيات مغايرة للثقافة السائدة، قد تتنوع طروحاتها هذه تبعا للحاجات المصيرية، حيث اصبحت لغة الفن مفاهيميا، ووسيطا للثقافة المعاصرة بإيقاعها السريع المتنامي.
وهكذا كانت اتجاهات الفن الخزفي المعاصر مجالا متنوعا من المفاهيم المعبرة عن فلسفة خاصة مرتهنة بالتكنولوجيا والتقدم العلمي، كوسائط تسهم بشكل مباشر في استحداث قيم جمالية وصياغات تشكيلية تتوافق وثقافة العصر. اذ تغيرت وتحولت مفاهيم هذا الفن في اسلوب العرض ، ومخرجه الشكلي ، فلم يعد هناك تحديدا لتقنيات وخامات ثابتة ، بل نجد ان الخزاف المعاصر خرج عن اطار خاماته ضمن تخصص مجاله الفني، تحت مفهوم التجميع محققا تشكيلا غير خاضع للتجنيس. ضمن اساليب عرض متجددة لا تقتصر على القاعات المغلقة ، بل منفتحا في فضاءاته محققا شاهدا بصريا ، يشترك فيه الفنان والمتلقي في الفكرة والتأويل، خلقا جدليا وفكريا مرتبط بقضايا تخضع للنقاش ضمن حتمية الوجود .