مرجعيات الجسد المعنف في أداء الممثل المسرحي

الملخص

تنوعت المسميات والمفاهيم في تعريف فن الممثل بوصفه احد اهم الأدوات التي تقوم عليه العملية المسرحية الى جانب عناصر العرض الأخرى ليكون، شارحا  ومقلدا ومحاكيا ومجسدا للدور على خشبة المسرح، بوجود الجمهور الذي يكون عنصر مهم لنجاح اللعبة المسرحية ،لكن في بحثنا هذا نستبدل مصطلح (الممثل) بـ(المؤدي) الذي صاغ بنية ادائية مختلفة عبر هدم مستلزمات الممثل  من نص وجدار رابع مبتعدا عن تحليل وتجسيد الشخصية مستعينا بجسده المادي فقط، ليؤسس علاقة مختلفة عن ما هو متعارف عليها في الماضي ،تكون ادواتها (الجسد المعنف) نوع ادائي يحاور غرائز الأنسان ويثير شراسته المستمدة من تكوينه الطبيعي داخل البيئة الحياتية ،مستعينا بأدوات جارحه لخلق فضاء طقسي بينه وبين المتلقي لاعبا على حواسه ومشاعره لإنتاج معاني ودلالات جديدة تهدم بها الثوابت القديمة لصياغة معنى من خلال جسد المؤدي المعنف داخل عملية ادائية مركبة ومعقدة مبنيه على حواس فكرية وحسية وذهنية ،فهي عملية متغيرة حسب المفاهيم والأنظمة الأدائية التي تعمل وفق سياق الهدم والبناء وهي بذلك تسعى الى صياغة فضاء فني كل ما يحتويه تابع لجسد المؤدي الواقعي الذي غيب سمات الشخصية التي يؤديها الممثل واستبدلها  بسماته الذاتية ليؤثر بذلك على المعنى المستنبط من هكذا عروض تزعزع ثوابت سابقه للدال والمدلول وتوليد معاني اخرى.

وقد اتضح ذلك عبر فصول البحث متمثلة بالفصل الأول (الإطار المنهجي) والفصل الثاني والذي تكون من المبحث الأول (المفاهيم الاجتماعية والنفسية للجسد المعنف) والمبحث الثاني (الجسد المعنف في الاداء المسرحي) وصولا الى الفصل الثالث (اجراءات البحث) والذي تضمن تحليل مسرحية (خريف) والفصل الرابع (النتائج والاستنتاجات)ونذكر بعضها:

• استطاعت الأجساد المعنفة ان تبرهن على قابليتها بالهدم والبناء من خلال تحولاتها النفسية والفسيولوجية ،فهي تارة (مطمئنة قوية ومتزنة) وتارة اخرى نجدها (خائفة ضعيفة شبه انفصاميه).
• قدرة (الممثل العراقي) على خلق مقاربات بين (اعادة تقديم النص) و(عروض تعذيب الذات) بتوغل عناصر (الممثل، النص ، الخشبة).