المعالجة الفنية للشخصية المغتربة في الفلم الروائي

آسيا جبار خلف

الملخص

رغم ان السينما وهي تتجه نحو الفن قد عالجت الشخصية منذ بداية اكتشاف الفن السينمائي في افلام مثل (مقصورة الدكتور كاليغاري) ومعظم الأفلام التعبيرية الألمانية في العقد الثالث من القرن العشرين، إلا ان اهتمام السينما أخذ يتنامى في الشخصية الانسانية المغتربة، بمعنى ان تلك الشخصية التي تعيش باغترابها عما يحيط بها من بيئة ومجتمع، ذلك ان أيامنا الحاضرة شهدت على الصعيد المادي والمعنوي مزيداً من الانهيارات الاجتماعية مثل الحروب والكوارث، والتناقض الحاد في المستوى الاجتماعي والاقتصادي من البشر انفسهم او بين المجتمعات المختلفة، او بين الفرد ومجتمعه، وزادت العلاقات الاجتماعية الجديدة، وسيطرة التكنولوجيا على مناحي الحياة من جعل الانسان يغور بعيداً في وحدته وعزلته لإفتقاده الى دفء العلاقات الانسانية، وتحكم المصالح والمادة في السلوك الاجماعي، لذا فان الشخصية المغتربة اصبحت موضوعاً يستحق المناقشة وتسليط الضوء عليه، وكانت السينما ومازالت تتناول الشخصية المغتربة باتساع، لذا كانت مشكلة البحث هي، هل قدمت المعالجات الفلمية الشخصية المغتربية بكيفيات مقنعة؟
أما اهمية البحث والحاجة اليه فتكمن في الجوانب النفسية للشخصية التي تُتخذ من خلال الفلم، والتي تنطوي على دراسات سايكولوجية، والتي تخدم في مجال تحديد الشخصيات، كما يمكن ان يكون هذا البحث مصدراً معبداً للسينمائيين، في كيفية اغتراب الشخصية. وتم التطرق الى أهمية هذه الدراسة في الميدان السينمائي، واحتوى على الأهداف التي وضعتها الباحث نصب عينيها والحدود التي يعمل فيها البحث.
وفي الاطار النظري تناولت الباحثة ثلاثة مباحث كان الأول: الشخصية الواقعية والشخصية الفنية، اما المبحث الثاني فقد الشخصية والذروة الدرامية، اما المبحث الثالث: الشخصية والاغتراب في الفلم السينمائي، وجاءت اجراءات البحث مشتملاً على المحاور الآتية: منهج البحث، والذي كان المنهج الوصفي – دراسة الحالة والذي هو منهجاً يستقيم والدراسات الانسانية مجتمع البحث، عينة البحث، اداة البحث، وحدة التحليل.
ومن ثم تمت مناقشة العينة الفلمية التي تم إخضاعها للتحليل على وفق المؤشرات التي تم الخروج بها من الإطار النظري، وتلخصت هذه المؤشرات في محورين رئيسيين وتكونت العينة من فلم واحد وهو: فلم (عندما بكى نيتشة) اخراج (بينخاس بيري). وتختم البحث بنتائج البحث، والتوصيات والمصادر والمراجع.