تحوّلات الجسد من تقليدية التعبير إلى ذاتويته "مارينا أمراموفيتش أُنموذجًا"

الملخص

كثيرا ما تعدّدت أشكال وأساليب تناول الجسد في الممارسات التشكيلية من قبل الفنانين سواء كموضوع للرسم أو كمادة لإنشاء عروض فنية حيّة تنفتح على فكرة التراسل والتواشج بين مختلف الأجناس الفنية كالمسرح والرقص والتشكيل كما هو الشأن لدى الفنانة "مارينا أبراموفيتش" التي ما فتئت أن وظفت جسدها كمفردة تشكيلية مولّدة للمعنى تؤثث بها عروضها الأدائيّة النابضة بالحيويّة. وللتّعمق في خط سيرها احتوى البحث على ثلاثة أقسام، خصّص القسم الأوّل لتتبّع مختلف المحطات التشكيلية التي مرّ بها الجسد بدءًا بالقماسة المسندية التي احتضنته ضمن مفاهيم على علاقة بالتّمثيل والمحاكاة والعري...وصولاً إلى طرحه كمادّة حاملة للفعل التشكيلي، لنتوجّه بعد ذلك في القسم الثاني إلى استقراء بعض العروض المشهدية لمارينا حيث لم تعد الفنانة مرتبطة بالبعد القدسي للجسد وبالتالي تحطيم المقاييس الاستيطيقية المتداولة من قبلها. وعلى ضوء ذلك، تناولنا في القسم الثالث والذي يطرح العلاقة التّفاعلية بين الفنانة "مارينا أبراموفيتش" والمتلقي الذي تحوّل من متفرّج ومشاهد عادّي إلى عنصر فعّال في سيرورة عروضها المشهدية. لنختم بعد ذلك بالإشارة إلى ارتحال الجسد من حدوده الضيّقة المتداولة وانفتاحه في المقابل على ممارسات تعبيرية معاصرة تقوم على وحدة وتضافر الفنون فيما بينها