لغة الجسد في اعمال النحاتين جورج سيكـــــــــــــــــال ودوان هانســـن

قصي زين العابدين طعمة

الملخص

تعتمد وسائل التواصل في السياقات الإنسانية المتعارف عليها على وسائط عدة تبدأ من أقدمها عبر التاريخ والمتمثلة بلغة الإشارة والعلامة والرمز وتنتهي بها، حتى اصبح ما لا يحصى منها آيقونات متداولة بين المجتمعات نفسها أو مع مجاوراتها،وهذه الآيقونات تُحَمّل كثيرا من الاحيان في تكوينات تمثل خطابا بصريا يعتمده المرسل كوسيط ورسالة في الوقت نفسه للتعبير عن ظاهرة ما في المجتمع أو في ذاته الإنسانية، واتخذ بذلك المرسل أو المؤدي أو الفنان في نهاية الامر وسيطاً مرئياً ليتموضع خطابه في كُليته وربما في جزء محدد منه، ليحمل مضمون ذاك الخطاب وايصاله باوضح صورة ، وكان حضور الجسد بمختلف تمثلاته بدءاً من الحضارات القديمة وحتى عصرنا المعاش رهين التمظهر الشكلي لذاك الحضور وممثلاً للمنظومة الادائية والفكرية التي يتبعها الفنان أو المنتج، ومن هذه التقدمة البسيطة لفكرة الجسد الانساني المهيمن في الخطاب البصري سواء تجسد او أعلن طغيانه غيابا ، يجد الباحث ضرورة البحث في وجوده الكلي شكلا ومضمونا ،وعند اثنين من النحاتين الذين تعاملوا مع الجسد الانساني بأساليب تكاد تتفرد في كثير من الآليات والتقنيات اوفي فلسفتيهما و الفكر الذي يعتمده كلُّ منهما، وهما (جورج سيكال) و(دوان هانسن) اللذان تميزا بحضورهما المؤثر في النحت الأمريكي المعاصر ومن ثم النحت العالمي ،لذا اشتمل البحث على مقدمة يطرح فيها الباحث مشكلة البحث ومن ثم اهم اهداف البحث وأهميته وحدوده، وتعريف اهم المصطلحات لغوياً واجرائياً ،لينتقل باحثاً الى الاطار النظري والمتكون من مبحثين ،الاول تحت عنوان (مفهوم الجسد كلغة تواصلية في ألفكر) ،والمبحث الثاني بعنوان (التحولات التقنية والأدائية للجسد في تشكيل الحداثة ومابعدها) ،والخروج بعدة مؤشرات ساهمت في تأطير وعنونة أدوات تحليل عينة البحث التي شملت اربع عينات بواقع اثنتين لكل نحات ، والتي تم اختيارها بقصدية مدروسة لتمثيلها مجتمع البحث ، والخروج بعدة نتائج أهمها : 1- عُد الجسد عند مختلف الاتجاهات الفكرية وعبر التأريخ ،انه الوسيط والحامل ولغة للخطاب التواصلي في مختلف المجتمعات ،2- هيمنة الأفكار الرأسمالية والتسويقية والسلعية ولا سيما بعد دخول الولايات المتحدة مجتمع التشكيل وتأثيره في المؤسسات المنتجة والمستقبلة له. ، 3- ساهم التطور العلمي المتسارع بمختلف المجالات على ظهور التشكيل المعاصر أحيانا بهيئة تلك المنجزات العلمية