تقنيات الايهام البصري في التصميم الرقمي للأقمشة والازياء النسائية المعاصرة

الملخص

 لقد تأثر تصميم الأزياء - شأنه شأن باقي الفنون - بالاتجاهات الفنية المختلفة، وتطور وأفردت له دراسات علمية وفنية وخبراء متخصصين بمعايير جديدة في مفهوم التصميم تتماشى مع الأسس الفنية المتبعة بالمدارس الحديثة، منها الخداع البصري فقد ظهر هذا الفن في اواخر الثلاثينيات من القرن العشرين حيث ظهرت جذوره العميقة في مدرسة الباوهاوس وهي واحدة من اعظم مدارس الفن وقد اهتمت بالفنون والعمارة وتاسست هذه المدرسة عام 1919م في فايمار بالمانيا على يد والتر غروبيوس، ومع بداية الاربعينات ظهرت عدة نماذج متفرقة من الفن البصري تضمنت تاثيرات بصرية وفي اوائل الخمسينات ظهر فن الخداع البصري كأسلوب متميز. 

 فتعد مدرسة الإيهام البصري من المدارس الفنية المهمة التي تلعب دورا بارزا في تصميم الاقمشة والأزياء اذ يعرف قاموس كامبرج الخداع البصري على انه شئ يخدع العين ويجعل الشخص يعتقد انه يرى شئ غير موجود او يراه بشكل يختلف عن الواقع فتظهر الصورة للرائي في عقله ومن ثم تنعكس على مرآة العين بشكل يغير حقيقته لذلك يعتمد العديد من مصممي الازياء على خداع العقل عن طريق استخدام انماط مختلفة باتباع اساليب الخداع البصري في معالجة عيوب الجسم البشري بإعطائها إيحاءا بقلة الوزن، أو زيادة في الطول، أو التخفيف من حدة امتلاء بعض الأجزاء، أو النحافة في الأجزاء الأخرى، اذ يعد فن الخداع البصري فنا تجريديا هندسيا يربط بين النظريات العلمية والفن الحديث ويحمل عدة معان ومفاهيم تجسد بين تكويناتها صورة جديدة تجمع عدة اساليب متناقضة لتكون تصميما ذو تاثيرات بصرية خادعة للرائي حيث يتم خداع البصر نتيجة احكام التنظيم الهندسي الذي يعتمد في بعض جوانبه على المنظور الحسي وذلك عند تجميع الاشكال الهندسية المتضادة الحجم واللون يتولد احساس بالحركة، لذلك تناول البحث التساؤل الآتي وهو هل ان تصاميم الاقمشة والازياء المنفذة بالتقنية الرقمية باتباع اسلوب وفن الخداع البصري وتحقيق الغاية المرجوة وظيفيا وجماليا؟

وقد توجه الباحث في إطاره النظري إلى دراسة الأسس الفنية لفن الإيهام البصري ، فضلا عن الاستخدامات الجمالية والتطبيقية لفن الإيهام البصري ، والدوافع الجمالية والوظيفية لتصميم الأزياء عبر التاريخ ، فضلا عن توظيف فن الإيهام البصري في تصميم الأزياء .

وقد اعتمد الباحث في إجراءات بحثه جملة من المحاور الفنية والجمالية لفن الإيهام البصري كآلية لتحليل نماذج عينته للوصول إلى أهداف بحثه. وقاد البحث إلى نتائج منها:

1-ان التصاميم المنفذة وفق اسلوب الخداع البصري تعتمد تاثيرات بصرية خادعة للمتلقي نتيجة احكام التنظيم الشكلي والهندسي الذي يعتمد في بعض جوانبه على المنظور الحسي من خلال اتباع اساليب المعاودة والتكرار وفق نسق هندسي وتكوين حركات ايهامية تصعب الفصل بين الموضوع والخلفية وتكوين الاحساس بالعمق والاتساع والتناقص الايهامي بالحجم في الازياء النسائية المعاصرة.

2-يعد اساس التضاد بين الالوان والاشكال داخل ايقاعات وتراكبات ديناميكية على شكل تموجات من اقوى مجالات الخداع البصري المستخدمة في خلق التاثيرات المرئية المحتدمة والبراقة التي تنشأ نتيجة تفاعل المشاعر مع العمل التصميمي في الاقمشة والازياء.

وقاد البحث الى عدة استنتاجات منها

1-ان فن الإيهام البصري الموظف بالتقنية الرقمية في الازياء النسائية المعاصرة مثل دمج عدة اساليب تصميمة معالجة وفق رؤية جديدة استجابة للذائقة النسائية المتزايدة والتي اصبحت تحمل صورا فنية ونمط تزيني جديد يعتمد الايهام بتداخل عدة اساليب تصميمية بسبب الانتشار السريع والرغبة المتجددة فيما يخص الازياء النسائية والتي زادت من قيمها الجمالية في وقنتا المعاصر.

اما في مايخص التوصيات فيوصي الباحث بالآتي:

1-ضرورة التركيز على التقنية الرقمية في تنفيذ اساليب تصميم الاقمشة والازياء ومنها اسلوب الخداع البصري  اذ يعد فن هندسي تطبيقي يقوم على اسس ونظريات فنية حديثة ومعاصرة .