المرجعيات الضاغطة نحو التجريد في الفـن العربــي الإسلامــي
DOI:
https://doi.org/10.35560/jcofarts90/87-108الكلمات المفتاحية:
مرجعيات، ضاغطة، تجريد، فن عربي إسلاميالملخص
اشتَهرَ الفن العربي الإسلامي بصفتهِ التجريدية الصِرف، أو بواقعيةٍ مُحرّفةٍ عمّا هو طبيعي، إذ سادَ هذان الأسلوبان أو أحدهما أبرز الفنون الإسلامية، المُتَمَثِّلة بالزخرفة والتصوير والعمارة، ولم يَكُن لأسلوب التشبيه الذي كان مُنتَشِراً في العالم غير الإسلامي حضورٌ يوازي الأسلوبين سابقي الذِكر، على الرغم مِن الانفتاح الكبير على ثقافات البلاد المُختلفة الذي تَمَيَّزَت به تلك المرحلة، الناتج عن الفتوحات الإسلامية، واعتناق العديد مِن الأقوام العقيدة الإسلامية، وهجرتهم إلى الحواضر الإسلامية آنذاك، مُستصحبين فنونهم وأساليب صياغتها. ما يَجعلنا أمام تساؤل حول المَرجِعِيّات المؤثِّرة التي تدعو الفنان العربي المُسلم إلى انتحاءِ الأسلوب التجريدي والتمسُّك به. كانت هذه مشكلة البحث التي تضمنها الإطار المنهجي، كما تضمّن أهمية البحث وهدفه وحدوده وتحديداً لمُصطلحاته، وتضمَّنَ الإطار النظري مبحَثَين هما: المبحث الأول (ضاغط الفِكر الجَمالي) المبحث الثانيِ (ضاغط المَرجِعيّة العَقَديّة) استخلص الباحث منهما عدداً مِن المؤشرات، أمّا إجراءات البحث لتحليل العيّنة، فاعتَمَدَت على مؤشرات الإطار النظري، التي مَثّلَت أداةً التحليل، إذ تمَّ التوصّل بموجبها إلى نتائج البحث ومِن ثَمَّ استنتاجاته، وأهمّها:
- إنَّ المَرجِعِيّة العَقَديّة الإسلامية كانت ضاغِطاً نحو انتحاء أسلوب التجريد؛ فهو نتيجة طبيعية لتحوّل العربي مِن العقيدة الوثنية الحِسّية، إلى عقيدة الإسلام الروحية؛ فالتَعبير بالفن عمّا هو روحي - حتّى لدى غَير المُسلمين كزنوج أفريقيا مثلاً - يَتَّخِذَ سَمتاً تجريدياً، ومعنى هذا أنَّ تَجريدية الفن العربي الإسلامي ضرورة لابُدَّ منها؛ للتعبير عن اللامرئي واللانهائي، حتّى لو لم تَكُن ثَمَّةَ كراهةً أو تَحريم للأسلوب التَشبيهي.
يُعَدّ الفِكر الجمالي مَرجِعِيّةً مؤثِّرة، عَكَسَها نِتاج الفنان؛ إذ كانَ نِتاجه قائماً على القِيم الجمالية الإسلامية: الاعتدال والتناسق والتناسُب والتنظيم في محاولة حثيثة للإقتداء بالكمال الإلهي الذي هو سِرُّ الجمال.